الأرضُ المُسطَّحةُ ونظريةُ المُؤامرةِ: حكاياتٌ وشكوكٌ
بدايةُ الحكايةِ
دائمًا نسمعُ عن نظرياتِ المؤامرةِ التي تنتشرُ هنا وهناكَ. ومن أكثرِ النظرياتِ التي لفتتْ انتباهَ الناسِ نظريةُ "الأرضِ المُسطَّحةِ". الفكرةُ ببساطةٍ أنَّ الأرضَ ليست كرويةً كما تعلمنا في المدارسِ، بل مسطحةٌ كالقرصِ.
النظريةُ هذهِ موجودةٌ منذُ زمنٍ، لكنَّها عادتْ للواجهةِ مرةً أخرى في السنواتِ الأخيرةِ بفضلِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي. هناكَ من يقولُ إنَّ وكالاتِ الفضاءِ العالميةِ مثلَ ناسا تخدعُنا، وإنَّ الأرضَ ليستْ كرويةً، وإنَّ الصورَ التي نراها من الفضاءِ كلها مفبركةٌ.
الذينَ يؤيدونَ النظريةَ هذهِ لديهمْ بعضُ الحججِ. يقولونَ مثلاً:
- لو كانتِ الأرضُ كرويةً، لماذا لا تنزلُ مياهُ البحرِ؟
- لماذا الأفقُ دائمًا مستقيمٌ وليسَ منحنيًا؟
- لماذا لا نشعرُ بأيِّ حركةٍ ونحنُ على سطحِ الأرضِ؟
لكنَّ العلماءَ يردونَ عليهمْ ببساطةٍ ويوضحونَ أنَّ كلَّ هذهِ الأمورِ مفسَّرةٌ علميًا ومعروفةٌ منذُ زمنٍ.
الجدارُ الجليدي
واحدةٌ من أغربِ الحكاياتِ في نظريةِ الأرضِ المُسطَّحةِ هي حكايةُ "الجدارِ الجليديِّ". الذينَ يؤمنونَ بالنظريةِ هذهِ يقولونَ إنَّهُ يوجدُ جدارٌ جليديٌّ ضخمٌ يحيطُ بالأرضِ، وهو الذي يمنعُ المياهَ من الانهيارِ. الجدارُ هذا، حسبَ كلامهِم، هو الموجودُ في القارةِ القطبيةِ الجنوبيةِ.
طبعًا، السؤالُ الذي يأتي بعدَ ذلكَ: "طيب، ماذا يوجدُ بعدَ الجدارِ الجليديِّ؟" هنا تبدأُ الحكاياتُ الخياليةُ. هناكَ من يقولُ إنَّ هناكَ أراضيَ جديدةً ومخلوقاتٍ غريبةً، وهناكَ من يقولُ إنَّ الجدارَ هذا يمنعُنا من الوصولِ لحقيقةِ الكونِ.الواقعُ العلميُّ
الموضوعُ بأكملِهِ يبدو أنَّهُ نظريةُ مؤامرةٍ غير مبنيةٍ على أيِّ دليلٍ علميٍّ موثوقٍ. العلماءُ والمختصونَ في الفلكِ والجيولوجيا لديهمْ أدلةٌ قاطعةٌ تؤكدُ أنَّ الأرضَ كرويةٌ. الصورُ التي نأخذُها من الفضاءِ، قوانينُ الفيزياءِ، وتجاربُ العلماءِ كلها تؤكدُ أنَّ الأرضَ ليستْ مسطحةً.
لماذا نُصدقُ نظرياتِ المؤامرةِ؟
في النهايةِ، لماذا نُصدقُ نظرياتِ المؤامرةِ هذهِ؟ الإجابةُ بسيطةٌ: الإنسانُ بطبيعتِهِ يحبُّ الحكاياتِ المثيرةَ والمؤامراتِ. هناكَ من يميلُ لتصديقِ الأمورِ التي تخالفُ المألوفَ لكي يشعرَ بالتميزِ أو أنَّهُ يعرفُ سرًّا كبيرًا.
رغمَ كلِّ الحكاياتِ والقصصِ، العلمُ هو المرجعُ الأساسيُّ لنا. الأرضُ كرويةٌ، والدراساتُ والأبحاثُ العلميةُ تؤكدُ ذلكَ. نظريةُ الأرضِ المسطحةِ مجردُ واحدةٍ من كثيرٍ من نظرياتِ المؤامرةِ التي تظهرُ وتختفي. الأهمُّ أنَّنا دائمًا نفكرُ بشكلٍ نقديٍّ ونعتمدُ على العلمِ والمنطقِ في فهمِنا للعالمِ حولَنا.
الأراضي والقارات خلف الجدار الجليدي: أسطورةٌ أم حقيقةٌ؟
بدايةُ الحكايةِ
فكرةُ "ما وراءَ الجدارِ الجليديِّ" هي فكرةٌ قديمةٌ ومثيرةٌ تتعلقُ بالأساطيرِ والنظرياتِ الجغرافيةِ والخرافاتِ. الفكرةُ هذهِ تقولُ إنَّهُ توجدُ أراضٍ أو عوالمُ مخفيةٌ وراءَ الجدرانِ الجليديةِ في المناطقِ القطبيةِ مثلَ القطبِ الشماليِّ والجنوبيِّ.
الأساطيرُ القديمةُ
في أساطيرٍ وثقافاتٍ عديدةٍ، الأماكنُ التي وراءَ الجدارِ الجليديِّ كانتْ تُصورُ كأراضٍ خياليةٍ مليئةٍ بالأسرارِ والمخلوقاتِ العجيبةِ. مثلًا:
- **أساطيرُ الشمالِ:** الأساطيرُ النورديةُ تتحدثُ عن أراضٍ أسطوريةٍ مثلَ "أسكارد" و"جوتنهايم"، التي كانتْ تُعتبرُ موجودةً في أماكنَ بعيدةٍ وراءَ الجليدِ.
- **أساطيرُ اليونانِ القديمةِ:** بعضُ الأساطيرِ اليونانيةِ تُصورُ أماكنَ بعيدةً في الشمالِ حيثُ تعيشُ الآلهةُ والمخلوقاتُ الخرافيةُ.
النظرياتُ الجغرافيةُ
هناكَ نظرياتٌ جغرافيةٌ قديمةٌ وحديثةٌ تُحاولُ تفسيرَ ما يمكنُ أنْ يكونَ موجودًا وراءَ الجدارِ الجليديِّ، مثلَ:
- **نظرياتُ الأرضِ المجوفةِ:** بعضُ الباحثينَ يقترحونَ أنَّ الأرضَ قدْ تحتوي على فتحاتٍ أو مداخلَ تؤدي إلى عوالمٍ داخليةٍ مخفيةٍ، وأنَّ هذهِ المداخلَ قدْ تكونُ موجودةً في المناطقِ القطبيةِ.
- **نظرياتُ المؤامرةِ:** هناكَ نظرياتُ مؤامرةٍ حديثةٌ تشيرُ إلى وجودِ أراضٍ أو قواعدَ سريةٍ وراءَ الجدارِ الجليديِّ، وتدعي أنَّ الحكوماتِ أو المنظماتِ السريةَ تُخفي هذهِ المعلوماتِ عن العامةِ.
#### مصطلحُ الجدارِ الجليديِّ
المصطلحُ هذاَ يُستخدمُ أحيانًا من قبلِ أصحابِ نظريةِ الأرضِ المسطحةِ لوصفِ حاجزٍ وهميٍّ يحيطُ بكوكبِ الأرضِ. ولكنْ لا يوجدُ دليلٌ علميٌّ يدعمُ وجودَ الجدارِ هذاَ.
الحقيقةُ العلميةُ
الحقيقةُ أنَّ العلماءَ والباحثينَ يقولونَ إنَّهُ لا توجدُ أيُّ جدرانٍ جليديةٍ تحيطُ بالقارةِ القطبيةِ الجنوبيةِ. هذاَ جزءٌ من نظريةِ الأرضِ المسطحةِ التي تمَّ دحضُها علميًا. القارةُ القطبيةُ الجنوبيةُ مغطاةٌ بنسبةِ 98% بالجليدِ. هناكَ منحدراتٌ جليديةٌ على طولِ الساحلِ، ولكنْ هذهِ ليستْ جدرانًا صلبةً متصلةً ببعضِها.
المنحدراتُ هذهِ عبارةٌ عن قطعٍ ضخمةٍ من الجليدِ تتدفقُ من اليابسةِ إلى المحيطِ وتَتَغيرُ باستمرارٍ في الشكلِ والحجمِ. بعضُ صورِ الأقمارِ الصناعيةِ تُظهرُ خطًا مستقيمًا حولَ حافةِ القارةِ، وهذاَ ما يفسرُهُ بعضُ الناسِ كدليلٍ على وجودِ جدارٍ جليديٍّ، لكنَّ الحقيقةَ أنَّ الخطَّ هذاَ هو نتيجةُ طريقةِ عرضِ الخرائطِ. خطُّ الساحلِ في أنتاركتيكا متعرجٌ جدًّا مثلَ أيِّ قارةٍ أخرى.
بناءً على المعلوماتِ هذهِ، السؤالُ عن ما وراءَ الجدارِ الجليديِّ وموقعهِ يبقى مسألةَ إيمانٍ شخصيةٍ لم يتمَّ تأكيدُها حتى الآن.
حراسُ الجدارِ الجليديِّ
بعضُ أتباعِ نظريةِ الأرضِ المسطحةِ يُستخدمونَ مصطلحَ "حراسِ الجدارِ الجليديِّ" لوصفِ الناسِ أو المنظماتِ التي يقولونَ إنَّها تُخفي الحقيقةَ عن شكلِ الأرضِ. يزعمونَ أنَّ حراسَ الجدارِ الجليديِّ مسؤولونَ عن إخفاءِ حقيقةِ أنَّ الأرضَ مسطحةٌ وإقناعِ الناسِ بأنَّها كرويةٌ.
المصطلحُ هذاَ مستوحى من مسلسلِ "صراعِ العروشِ"، ولكنْ لا يوجدُ دليلٌ على وجودِ مجموعةٍ كهذهِ في الحقيقةِ. فكرةُ "حراسِ الجدارِ الجليديِّ" تأتي من الخيالِ العلميِّ ونظرياتِ المؤامرةِ، وليس لها أساسٌ في الواقعِ. القارةُ القطبيةُ الجنوبيةُ محميةٌ عبرَ المعاهداتِ الدوليةِ والمحطاتِ البحثيةِ التي تعملُ على دراسةِ وحمايةِ البيئةِ الفريدةِ هذهِ.
ما وراءَ الجدرانِ الجليديةِ في القطبينِ الشماليِّ والجنوبيِّ هو ببساطةِ امتداداتٌ من الجليدِ والمحيطاتِ والجبالِ الثلجيةِ. بعثاتُ الاستكشافِ العلميِّ إلى المناطقِ هذهِ كشفتْ عن الكثيرِ من المعلوماتِ حولَ البيئةِ القطبيةِ، الأحياءِ المجهريةِ، والتكويناتِ الجيولوجيةِ.
مهما كانَ السحرُ الذي في الأفكارِ والأساطيرِ هذهِ، الفضاءُ القطبيُّ يبقى من أكثرِ المناطقِ غموضًا وجاذبيةً للاكتشافِ والدراسةِ. العلمُ هو المرجعُ الأساسيُّ لنا، ويجبُ أنْ نعتمدَ عليهِ في فهمِنا للعالمِ حولَنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتـب رأيك لأن رأيك يهمنا كثيــرا ً